كشفت لجنة المحاماة في إسرائيل عن تعرض الأسرى الفلسطينيين الأطفال لانتهاكات في السجون الإسرائيلية. وأشارت اللجنة في تقرير لها بشأن أحوال المعتقلات الإسرائيلية إلى وجود ممارسات وصفتها بالعنيفة يقوم بها حراس السجون ضد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الأحداث.
وطبقا للتقرير الحقوقي فإن ستة آلاف طفل فلسطيني اعتقلوا منذ عام 2000 وتعرض أكثر من 95% منهم للتنكيل، ناهيك عن انتهاك حقوقهم وغياب كل الوسائل لمساعدتهم في معالجة قضاياهم وإعادة تأهيلهم.
وأظهرت اللجنة ومؤسسات إسرائيلية ودولية حجم الظروف القاسية التي يعانيها القاصرون عند الاعتقال وأثناء التحقيق من تعذيب جسدي ونفسي لا يقتصر على الابتزاز الجنسي بل يتعداه –وفق مركز أحرار للدراسات في رام الله- إلى التهديد بالاغتصاب والمساومة على العمالة والارتباط بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ويعد شهاب الطيطي (16 عاما) من مخيم العروب شمال الخليل مثالا عما يعانيه أطفال فلسطين الأسرى، فشهاب قضى أربعة أشهر في سجون الاحتلال مرت عليه كأنها أربعون عاما كما يروي للجزيرة.
اعتقل شهاب من داخل منزله وتعرض وزملاء له للضرب والتنكيل والإهانة أثناء الاعتقال وأثناء التحقيق وفترة الاحتجاز في السجون الإسرائيلية.
ويقول شهاب للجزيرة إنه اعترف بإلقاء حجرين على قوات الاحتلال بعد ضربه وتعذيبه وتهديده من قبل المحقق الإسرائيلي بعمل أشياء وصفها بأنها غير جيدة على خلفية اتهامه بأعمال تستفز إسرائيل.
آثار نفسية
وتصنف الآثار النفسية التي يعانيها الأطفال والقاصرون عند تذكر لحظات الاعتقال بأنها الأسوأ، إذ تؤكد المؤسسات الحقوقية إزاء هذا أن أكثر من 350 قاصرا –هو العدد الإجمالي الحالي في السجون الإسرائيلية- سيزيد عنفهم في المستقبل.
وفي السياق يقول محامي اللجنة الدولية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار للجزيرة إن طرق التعذيب والإهانة تترك لدى الأطفال صدمة نفسية، حيث أصبح عند البعض منهم حالات التبول.
وأشار المحامي إلى أن قوات الاحتلال تستخدم أساليب وطرقا مختلفة مع الأطفال لابتزازهم وانتزاع اعترافاتهم تتمثل في الضرب أو إحضار أحد الأقارب للتحقيق، أو التهديد أو حتى تعريتهم بشكل كامل أمام الجمهور.